شاه (السابع من نوفمبر) – ليلة وافق رفيق الشلي “عن مضض” على عدم تصفية الزعيم…

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / (السابع من نوفمبر) – ليلة وافق رفيق الشلي “عن مضض” على عدم تصفية الزعيم… / Video Streaming

تونس-الاخبارية-وطنية-سياسة-رصد
نشر الاعلامي احمد نظيف ما جمعه حول ما حدث في 7 نوفمبر 1987 ..
و كتب النص التالي:
منتصف ليل السابع من نوفمبر 1987، رن جرس هاتف بيت مدير أمن الرئيس والشخصيات، رفيق الشلي فجأةً. كان وزير الداخلية ورئيس الوزراء يومذاك، زين العابدين بن علي، على الجهة الأخرى من الخط. بلا مُقدمات، طلب بن علي من الشلي الحضور فوراً إلى مقر الوزارة، وبلا تردد قاد الشلي سيارته إلى شارع الحبيب بورقيبة. صعد إلى مكتب الوزير، ليجد قادة أركان الجيش ووزير الدفاع وأمر الحرس الوطني هناك، بينهم مدني واحد، الهادي البكوش ببدلة سوداء وربط عنق، كان مختلفاً وسط قادة العسكر والأمن. طلب بن علي من الشلي أن يرافقه إلى داخل مكتبه، ليلتحق بهم بعد دقائق الحبيب عمار، الرجل القوي وساعد الجنرال الأيمن. بعد حوار قصير كشف بن علي عن مخطط الانقلاب وأقنع الشلي بوجاهة التحرك السريع، مهدداً بــ «إستعمال القوة لو لزم الأمر»، قال له زاجراً: «في بلدان أخرى تقع تصفيته (يعني بورقيبة)». وافق رفيق الشلي على مضض – وفقاً لشهادته التي أدلى بها لاحقاً – وتسلم مُخطط الانقلاب من الحبيب عمار، الذي رافقه نحو قصر قرطاج، هناك أعطى تعليماته لعناصره بالانسحاب من مواقعهم، فاسحين المجال لوحدات الحرس كي تطوق القصر وتالياً تُخرج الرئيس عنوةً بطوافة متهالكة إلى قصر مرناق. في هذه الأثناء كان الزعيم نائماً، لم يكن يدري أنه يقضي ليلته الأخيرة في قصره الأثير. على الجهة الأخرى كانت حركة الاتجاه الإسلامي في حالة استنفار قصوى، فجهازها الخاص يدبر بالتوازي انقلاباً عسكرياً عبر تنظيمها السري داخل الجيش والأمن، لكن الفرصة ضاعت. في السابعة صباحاً أعلنت الإذاعة الرسمية بيان السابع من نوفمبر طوت به عهد المجاهد الأكبر وفتحت عهداً جديداً، لكنه جاء في الخريف مع أن الخريف لا يأتي عادةً بالجديد. كان خريف الفُرص الضائعة بامتياز.