شاه لجنة الاستئناف ومربّع التوصيات والاسعاف…

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / لجنة الاستئناف ومربّع التوصيات والاسعاف… / Video Streaming

منذ ثلاثة أشهر ونصف تقريبا، اندلع جدل متجدّد صلب جامعة كرة القدم فجّره انذاك صراع بالأيدي وتدافع مخجل حصل بين مدرب النجم الساحلي فوزي البنزرتي وطبيب الترجي الرياضي ياسين بن أحمد..وبعد اقرار ابعادهما لمدة 24 شهرا، فان ما يجري في الخفاء يلمح الى تنازل مثير وغير مسبوق وسيكون ممضى على الأرجح بتوقيع رئيس لجنة الاستئناف في جامعة نقول للمرة الألف انها “أبدعت” في توظيف الفصول وتطويع “روح القوانين” وفق النظرية التونسية الخالصة والتي لا صلة لها باسم منشور فلسفة الأنوار منذ أن خطّه مونتسكيو..
بين هذا وذاك تتشابه التسمية، غير أن زاوية الطرح تختلف بمائة وثمانون درجة بين من أسّس لنهضة فكرية وحضارية في فرنسا..ومن زاد في تشريع سقوط أخلاقي مريع لكرة تونسية عليلة زادت الولاءات ومنطق التوصيات والترضيات في تدعيمها للأسف على أرض الواقع..
في ذلك التاريخ الذي أوردناه، جدّ تلاسن بين “صديقي الأمس” وهما البنزرتي وبن أحمد جرّاء تباين موقفهما من قرار حكم مواجهة الكأس يوسف السرايري تجاه مخالفة أيمن البلبولي ضدّ سعد بقير، حينها احتجّ “دكتور الترجي” لينوب بقيّة خلق الله في معاتبة الحكم، وهو تصرّف ليس من مشمولات الطبيب في أيّ ناد كان حسب درايتنا ووفق ماهو جار به العمل في الأعراف الكرويّة..وفي المقابل فان ردّة فعل مدرب “ليتوال” لم تخل من نشاز وتخمّر ألفناه لديه..
واذا ما بحث البعض لاحقا طيلة هذه المدة عن الضغط بكلّ الطرق وحتّى التودّد أحيانا لدى الهياكل المختصّة قصد توفير شتّى ظروف التخفيف، فانه لا بدّ من التذكير بأن سيناريو ما جدّ يومها في أولمبي سوسة يعدّ نسخة طبق الأصل مما حصل في اياب كلاسيكو البطولة بين نفس الطرفين بملعب رادس تحت أنظار الحكم محمد أمين بن ناصر وجعله يفقد يومها كلّ معالم شخصيته التحكيمية وجعل السيطرة تتحوّل الى أيدي بعض “البلطجيّة” ممن لا يشرّفون مدرستين بحجم الترجي والنجم..
مرّ كلّ ذلك تلفزيا، وشاهدنا معالم فوضى وسقوط أخلاقي كبير في مناسبتين متتالتين يفصل بينهما حيّز زمني قصير، والواضح أن ذرّ الرماد في العيون بعقوبة “لايت” في شهر ماي الفارط شجّع الرجلين على التمادي في صنيعيهما طالما أن بوادر العفو كانت موجودة وستظلّ دائما، علاوة على مساندة ضمنية وحتى صريحة أحيانا من قبل الهيئات المديرة التي صرّحت من الجانبين بأنها لن تتخلّى عن واجبها تجاهه الاسمين المعاقبين..هذا دون أن نغفل عن لافتة مناشدة غير مسبوقة رفعتها هيئة اتحاد بنقردان دعت خلالها الى الصفح عن فوزي البنزرتي مذكّرة عبر نفس اليافطة ب”أن العفو من شيم الكبار”..ولا ندري ان كان ذلك تحت الطلب أم أنه غزل صريح لابن البلد ونعني بذلك رئيس الجامعة للاسراع باعطاء الأوامر ومراجعة العقوبات..
صحيح أن خارطة الأحداث الكروية ببلادنا شهدت تسلسلا غريبا للشطحات والتنازلات من قبل عدة مكاتب جامعية متعاقبة، غير أن موعد السادس من ديسمبر سيكون مفصليا في تاريخ الهياكل الرياضية ببلادنا بما أن عدة تسريبات تقول ان الحطّ من العقوبة حاصل لا محالة ولا ينتظر سوى “التايمينغ” للافصاح عنه..ويرتقب تحويل العقوبة من سنتين كاملتين الى ثماني مباريات فحسب..وهكذا فانه بجرّة قلم وتطويع لفصل قانوني تحوّل تبادل صريح للعنف الى مجرّد محاولة تدافع لا غير..في فصل جديد قد يحيلنا الى جدل عقيم ولا ينتهي عن مدى حيادية الهياكل الرياضية بتونس عن جامعة الكرة..أم أنها اختارت طوعا العيش تحت جلباب امبراطورية الجريء..
ما يحصل يوحي بعدة قراءات وتأويلات حول عدة تفاصيل وهنالك حتى من ألمح حتى الى مقارنة بجدل استقلالية القضاء في ملفات أخرى طبعا مع اختلاف في مصادر الضغط..فهل تتحرّر لجنة الاستئناف من بوتقة التوصيات..أم أنها ماضية في سياسة الترضيات ؟؟

طارق العصادي

المصدر: الجمهورية