شاه بات مهدّدا بالطرد لأنه يقدّم «ناس نسمة»: الاذاعة التونسية تعاقب حسـان بالواعــر.. فهل يلقى بن عمارة والزردي والصغيّر نفس المصير؟

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / بات مهدّدا بالطرد لأنه يقدّم «ناس نسمة»: الاذاعة التونسية تعاقب حسـان بالواعــر.. فهل يلقى بن عمارة والزردي والصغيّر نفس المصير؟ / Video Streaming

بعد 18 سنة عملا بمؤسسة الاذاعة التونسية، تم بداية هذا الأسبوع احالة الاعلامي حسان بالواعر على مجلس التأديب، وذلك لمخالفته القانون الأساسي للاذاعة بالتحاقه بقناة نسمة وتقديمه برنامج «ناس نسمة»، خبر دفعنا الى محاولة معرفة السرّ وراء هذه العقوبة، خاصة أن عددا كبيرا من أبناء هذه المؤسسة يشتغلون بقنوات خاصة، فلماذا تم استثناء حسان بالواعر وغضّ النظر عن البقية؟ ولماذا يعاقب الاعلامي على مزاولته لعمل خاصة والحال أنه لم يخل بواجبه ؟

حسان بالواعر: بعد 18 سنة من العمل اجد نفسي أمام مجلس التأديب

وفي اتصال هاتفي بالاعلامي حسان بالواعر أكد هذا الأخير لأخبار الجمهورية أن أكثر ما آلمه هو أن يمثل امام مجلس التأديب بعد 18 سنة من العمل المتواصل ، وليس لأنه كان متكاسلا، أو لم يقم بعمله على أحسن وجه، بل لأنه يقدّم برنامجا تلفزيا بقناة خاصة، على غرار عدد كبير من زملائه، وذكر حسان انه قدم خلال موسم الصيف قرابة 7 برامج أسبوعيا دون ان يتمتع بالراحة، مشيرا الى أنه كان متفانيا في أداء واجبه لأنّه يحب عمله والاذاعة التي منحها نصف عمره على حدّ تعبيره.
واكد حسان انه مواظب على عمله ولم يتغيّب يوما عنه، كما أن عمله بقناة نسمة لم يؤثر على مردوده بالاذاعة، مضيفا أن ما أثار استغرابه هو انه اشتغل قرابة 3 سنوات بقناة تونسنا، لكن ادارة الاذاعة لم تتخذ في شأنه أي اجراء قانوني، متسائلا عن السرّ وراء تتبعه قانونيا بمجرد التحاقه بنسمة وتحقيق برنامجه نجاحا ملحوظا.
وعن القانون الذي يمنع على الصحفي بالمرفق العمومي الالتحاق بالمرفق الخاص، ذكر حسان أن القانون يفرض عدم تقاضي أجر اضافي، مشيرا الى أنه لا يوجد دليل ادانة أو وثيقة تثبت تقاضيه اجرا مقابل عمله بقناة نسمة .
واكد حسان بالواعر، أنه غير مستعد للتفريط في عمله بمؤسسة الاذاعة التونسية بعد 18 سنة، ولا التفريط في برنامج «ناس نسمة» الذي يقدمه بحب وتفان… مؤكدا أن الاذاعة التونسية فتحت أبوابها للدخلاء عنها من منشطين وممثلين وفنانين، في حين ترفض التحاق عناصر من فريقها بقنوات تلفزية خاصة ..   

عبد الرزاق الطبيب:القانون سيطبّق على الجميع

وبخصوص اتهام الاذاعة التونسية باعتماد سياسة المكيالين في التعامل مع موظفيها، وتطبيقها القانون على البعض في حين تغض الطرف عن عدد كبير من اعلامييها الذين التحقوا مؤخرا بقنوات مختلفة، على غرار بيّة الزردي التي التحقت ببرنامج «امور جدية» على قناة الحوار التونسي، وحاتم بن عمارة الذي يقدم برنامج «كلام الناس» ولبيب الصغير الذي يشتغل بقناة الزيتونة، وتوفيق الخذيري بتلفزة تي في وغيرهم، اضافة الى اشتغال العشرات بمؤسسة التلفزة التونسية، كان لا بدّ من اخذ وجهة نظر الطرف المقابل، وهو ما دفعنا للاتصال برئيس مدير عام الاذاعة التونسية عبد الرزاق الطبيب، الذي أكد لنا أن الادارة اتخذت الاجراءات التأديبية في شأن كل العاملين الذين التحقوا بقنوات خاصة، وأن الأمر ليس مرتبطا بحسان بالواعر بمفرده، مشيرا الى الاذاعة التونسية وجهت الى حسان وغيره من الاعلاميين تنبيها في اكثر من مناسبة قصد تسوية وضعياتهم كما منحتهم مدة زمنية تجاوزت الـ6 أشهر لكنهم تجاهلوا كل هذه التحذيرات في تحدّ تام للقانون وهو ما أجبره على الانتقال الى مرحلة ثانية وهي إحالتهم على مجلس التأديب على حدّ تعبيره.
واكد عبد الرزاق الطبيب أن القانون الأساسي لمؤسسة الاذاعة التونسية بصفتها مرفقا عموميا يفرض على كل العاملين عدم مباشرة نفس المهام بمؤسسات اعلامية أخرى.
وبسؤالنا إياه عن عشرات الاعلاميين الذي يشتغلون بالتلفزة التونسية بقناتيها الأولى والثانية، ذكر أن هناك اتفاقية شراكة بين الاذاعة التونسية والتلفزة التونسية، تنص على تبادل الخبرات والموارد البشرية، بصفتهما مرفقين عمومين، يتشاركان في نفس الخط التحريري والمبادئ والضوابط المهنية.

حفاظا على مصداقية الإعلامي والمؤسسة

واكد محدثنا أنه وباستثناء الجانب القانوني الذي يمنع منعا باتا على العامل بالاذاعة التونسية الالتحاق بمرفق خاص، هناك الجانب الأخلاقي، مبينا أن الخطّ التحريري للقنوات الخاصة لا يتطابق مع المرفق العام، مشيرا إلى أنه لا يمكن ان تتفق الاذاعة التونسية مع الحوار التونسي او الزيتونة او نسمة أو حنبعل، لأن لكل منها توجها خاص بها، وأفادنا عبد الرزاق الطبيب أنه من غير المعقول أن يقدم حسان بالواعر على سبيل المثال برنامجا سياسيا على قناة نسمة، ويقدم مواقف واراء من شأنها أن تؤثر على المتلقي، ثم يتحول في اليوم الموالي الى مقر الاذاعة لتقديم برامج ذات توجه مختلف تماما، مؤكدا ان الاعلامي يفقد مصداقيته، وتفقد معه الاذاعة مصداقيتها، مبينا أن الأمر لا يتعلق بالاخلال بساعات العمل أو التفاني فيها، لكن القانون والاخلاق ضدّ هذا التوجه، وأنه مطالب بصفته مشرفا على هذا المرفق باتخاذ الاجراءات اللازمة في حق كل مخالف دون استثناء، وذكر ان عدم اتخاذه لهذه الاجراءات من شأنه أن يضعه تحت طائلة المساءلة بتهمة سوء التصرف.
وعن سبب تحركهم في هذا الوقت بالذات والحال أن هذه الظاهرة موجودة منذ سنوات، أكد رئيس مدير عام التلفزة التونسية، أن عدد الملتحقين بالقنوات الخاصة ارتفع كثيرا وهو ما جلب الانتباه ودفع بالبعض للتشكي وابداء ملاحظات حول الموضوع، اضافة الى أن الاذاعة سبق أن وجهت عديد الانذارات لكل مخل بالقانون الأساسي .
اما بخصوص اعفاء الاعلامي من المساءلة في صورة حصوله على ترخيص مسبق، فأكد عبد الرزاق الطبيب، أن الترخيص يسمح به وفق ضوابط معينة، أولها الا يشتغل العامل في نفس اختصاصه، ثانيا ألا تتجاوز مدة العمل خارج المؤسسة 4 ساعات، أي أنه من غير المسموح به أن يقدم الاعلامي برنامجا تلفزيا لأنه بذلك يشتغل في نفس الاختصاص لكن مسموح له بالتدريس أو التمثيل أو القيام بعمل خارج اختصاصه داخل الاذاعة .
وأكد عبد الرزاق الطبيب أن حسان بالواعر وغيره من الاعلاميين مطالبون بالانسحاب من عملهم الاضافي أو تقديم استقالتهم من الاذاعة والا طردهم نهائيا وذلك وفق ما يفرضه القانون الأساسي أي أنه من غير المطروح في الوقت الراهن وقبل تنقيح هذا القانون مزاولتهم للعملين معا .  
وعلى ضوء تصريحات الرئيس المدير العام للاذاعة وتأكيده الاتجاه لتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، هل سيخيّر الآنف ذكرهم الانسحاب من مؤسسة الاذاعة أم مواصلة «صولاتهم وجولاتهم» بالقنوات الخاصة؟ ..

سنــاء المــاجري

المصدر: الجمهورية