شاه – تقدير موقف – (50 بالمائة من الشباب لا تعني لهم تونس شيئا!) – الجعة اهم..و الشر قادم..

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / – تقدير موقف – (50 بالمائة من الشباب لا تعني لهم تونس شيئا!) – الجعة اهم..و الشر قادم.. / Video Streaming

تونس-الاخبارية-وطنية-مجتمع-تقدير موقف أيمن الزمالي

لم تثر نتائج استطلاع الرأي الأخير الذي أنجزته “سيغما كونساي” واستنتجت من خلاله أن حوالي 50 بالمائة من الشباب لا تعني تونس لهم شيئا، ضجة أو جدلا يذكر رغم فداحة النتيجة… وعكس بقية الاستطلاعات والاستبيانات المثيرة “الانتخابية” أو “الدعائية” المهتمة بالسياسيين وبالأحزاب ، فقد مرت هذه الأرقام “المفزعة” و”الصادمة ” دون أدنى اكتراث يذكر من قبل النخبة السياسية والمهتمين بالشأن العام وخصوصا من وسائل الاعلام .

وقد يكون ذلك بغير غريب في هذا البلد ، الذي يتجاوز الشباب فيه ثلثي السكان ، والذي تحسده شعوب غنية على وفرة هذه الفئة النشيطة ، رأس المال الذي لا يقدر بثمن، بأن لا تلتفت نخبه بطرف عين للموضوع الأهم والحارق والذي يفترض “صدمة” ووقفة حقيقية. فالكل يجمع على أن أهم مشاكل البلد واستحقاقاته تتمحور حول ملفات التنمية وخلق فرص التشغيل ومكافحة الارهاب والحد من الاضطراب الاجتماعي، لتنتهي جميعها الى نتيجة واحدة وهي ان كلها مشاكل الشباب ولا يمكن حلها الا بالشباب. في المقابل فان لهذه الفئة “الفتات” في كل خير وايجابي ، وان كان رئيس حكومة البلد شابا.

فليست بمعلومة جديدة، أن يتواصل وجود أكثر من 240 ألف صاحب شهادة عليا عاطل عن العمل، و ليس بجديد أن الاف الشباب يذهبون قربانا للبحر الأبيض المتوسط سنويا وهم في مراكب الموت. وليس بجديد أيضا أن تؤكد احصائيات رسمية أن أكثر من 500 جريمة ترتكب يوميا في تونس . وليس مخفيا، الأرقام الغريبة المتعلقة باستهلاك المخدرات ، ولا حديث المنظمات العالمية عن وجود أكثر من 10 الاف شاب تونسي مقاتل في صفوف الحركات الارهابية موزعين أغلبهم بين ليبيا وسوريا. وهكذا لا يمكن أن يؤدي تواصل التهميش وعدم الاكتراث، سوى لأن يؤكد أكثر من 50 بالمائة من الشباب أن تونس لا تعني لهم شيئا..!

وقبل أيام ،و في اثناء حادث مرور، كان المصابون ملقين على الطريق فيما كان الشباب يتلهفون على جمع ما يمكن أن تحمله أياديهم من علب جعة ملقاة في الطريق بسبب الحادث، ، غير مكترثين بالمصابين ولا بما انجر عن الحادث ..فعلب الجعة كانت أثمن و اولى بالنسبة لهم… و هكذا يجتمع هذا المشهد المحزن مع نتيجة استطلاع “سيغما كونساي” الصادمة..فيما لا احد يبدو مقدرا للمشهدين و ما يخفيانه لتونس من بلاء و شر مستطيرين..!