“بسم الله الرحمن الرحيم
الحوار بين الإسلاميين و الدستوريين شرط لانقاذ تونس
يا معشر الدستوريين تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم…
عشية انطلاق أعمال الدورة الثالثة لأول مجلس لنواب الشعب المنتخب انتخابا حرا و ديمقراطيا…
ووسط طبول الحرب التي تقرع في جوار المنطقة…
و شبح الإفلاس … و مخاطر الإرهاب و سقوط الدولة التونسية لا قدر الله…
و بعد 60 عاما من الاستقلال المجيد…
و 6 سنوات من الثورة التونسية السلمية…
و بعد تجارب و نجاحات و إخفاقات…
أصبح الأمر جليا…
و تشخيص الأزمة واضحا…
والوصفة الناجعة و الورقة الرابحة…واضحة
تكمن في لقاء معشر الدستوريين على كلمة سواء…
و أن العمود الفقري للحل و انقاذ تونس يكمن في ذلك الحوار الجدي و المسؤول و الطويل الأمد ما بين معشر الدستوريين من الإسلاميين و الدستوريين الأوائل…
كفنا جميعنا تعاليا و مكابرة
و لا جدوى من تزييف التاريخ…
و لا داعي للقفز على حقائق الوقائع …
و لا فائدة من الانتصارية الفارغة و الأوهام المهلكة….
لقد حقق الدستوريون الأوائل صحبة رجال و نساء بررة من مشارب شتى الاستقلال المجيد…ثم اشتركوا في كتابة دستور الجمهورية الاولى…و تجندوا طيلة 6 عقود من أجل بناء تونس الحديثة…حققوا إنجازات و فشلوا في كسب تحدي الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان…
جاء من بعدهم الدستوريين الجدد و أغلبهم من الإسلاميين…انتصروا للحريات كما انتصرتم للحرية و كتبوا دستور 2014 كما كتبتم دستور 1958… حققوا نجاحات
و غلبتهم الدنيا و تكالبت عليهم قوى الشر من هنا و هناك …
سقط منكم شهداء و منهم شهداء…عرفتم السجون و ذاقوا ويلات المعتقلات في دولة الاستقلال…هنالك جراح اندملت و أخرى لا تزال تنز قيحا…
و لكن اليوم وقفت الزنقة للهارب. ..و الخطر الداهم يحدق بالوطن… لا فائدة ترجى من إضاعة الوقت و المزيد من الفرص…
هذا ليس خطاب لحزب بعينه… و لا كلمات لجيل معين…
و لا فئة محدودة…
هذه صرخة مواطن تونسي و ناشط سياسي عاش مع الفريقين و اكتشف أن في أصل كل منهما خير كثير و أن لقاءهما و اجتماعهما بلا حسابات ضيقة….و لا تكتيكات زائفة و لا ضيق نظر….سبيل النجاة لتونس
يا معشر الدستوريين الأوائل و الحاليين اجلسوا مع بعض
و انصتوا لبعض و تقاربوا لبعض…
تونس تناديكم… فلا تتركوها تسقط لا قدر الله”