شاه (زاوية) – عندما يقود “الهمال” الرعاع .. ويتصدرون الثورة المضادة الحقيقية..

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / (زاوية) – عندما يقود “الهمال” الرعاع .. ويتصدرون الثورة المضادة الحقيقية.. / Video Streaming

تونس-الاخبارية-وطنية-زاوية أيمن الزمالي

صدق ابن خلدون عندما قال في مقدمته ” ان المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده” . فقد خرق ابن خلدون الزمن ، وكأنه يعيش في وقتنا الحاضر .. فهو حال جزء من التونسيين اليوم يعيشون مقتدين بغالبين .. جزء من التونسيين من كل فئة اجتماعية ..من بعض البسطاء والمتعلمين ، وعدد من “النخبة” رجال قانون وسياسيون وأمنيون وبعض الصحفيين أيضا ،ممن يعيشون في “الموازي” بوعي “مواز” وبقوت “مواز” .. أما الغالب هنا، فهم في واقع الحال فئة اجتماعية أو ظاهرة قد يصح توصيفها ب “الهمال” .. وهم رجال أثرياء، كسبوا أموالهم وثرواتهم الطائلة بطرق غير شرعية غالبا… اما بالتحيل، او بالتذيل، او بعامل صدفة ما .

كسب هؤلاء “الهمال” ثرواتهم، في الاجمال، من نبش القبور التاريخية وبيع الاثار أو من التهريب أو من التذيل ولعق احذة العائلة المالكة في النظام السابق ..أو في ضربة ربح في البرومسبور او عن طريق التحيل .. أبدا لا تجدهم يستثمرون في قطاعات حيوية ، أو يبنون ويعمرون ..هم يقدمون واجهة رجال الأعمال ..ويضخون تحت الطاولة، أموالهم في في الاقتصاد الموازي والتهريب والتجارة المشبوهة ..ويستهويهم كل ما هو خارق للقانون .. وان كانت البرجوازية الرأسمالية، فئة جائرة ظالمة للعمال والفقراء ، غير أنها تحمل وعيا تحرريا وثقافة قانون ومؤسسات حسب ما ذهب الى ذلك كارل ماركس .. و بالتالي فهي ليست خطرا على الاقتصاد الوطني في مرحلة التحرر كما يعتبرها الزعيم الصيني ماو تسي يونغ ، لكنن “الهمال” لا يحملون لا هذا الوعي ولا ذاك ، فأغلبهم مخربون , معادون للدولة والقانون ..

ولأن لا وعي لهم ولا مستوى علمي في الغالب ، عكس الطبيعيين من رجال الأعمال، ولأن لا شرف ولا نسب لهم ، يعمل “الهمال” على تعميم الضحالة و الفساد و جر الجميع الى سواسية القذارة .. حتى يغرق الجميع في القذارة وتعمم على الكل.. شبه اقطاعيين في التعامل مع العاملين معهم، غادرون، راشون، مخربون، مهربون، متهربون من الضرائب ..يعادون الاقتصاد المنظم و أي خطوة نحو التقدم ودولة القانون ..يحشرون أنفسهم في السياسة والاعلام والشأن العام بكل قوتهم في جذب التجربة الديمقراطية التونسية للوراء ..

ولأنهم غالبون، ينخرط جزء من التونسييين في خانة المغلوبين، معلنين الطاعة والولاء ، عن طواعية أو في صفقة ، يكتسبون نحل وزي “الهمال”.. يتحولون الى مرتشين، مبيضيين للقذارة، مهربين صغار ، ومتحيلين صغار تشبها بأسيادهم الحيتان “الهاملة” الكبار ..و هؤلاء هم الرعاع بتمام الوصف و الموصوف.. ف”الهامل” الصغير ، شبيه سيده، قد تجده سياسيا، صحفيا، أو موظف دولة أو قاض أو حتى شرطيا.. يقتات من بقايا موائد حيتان “الهملة” .. ولأن الاقتصاد محرك السياسة ..ولأن السياسة “صراع المصالح” وعنوان النفوذ والمجال الأبرز ل”البراغماتية” ، يجد “الهمال” حظهم في هذا العالم , و يزدهرون في ظل ضعف الدولة , فيزيدون ازدهارا بتوزيع الأموال السهلة ويشترون هذا ثم يبيعون ذاك ..

ولأن في البلاد أيضا أغلبية ، من رجال أعمال وطنيين، نزهاء خيرون، وسياسيون بيض أياديهم ، وصحفيون نزهاء ..ورجال أمن يدفعون دماءهم من أجل رفع علم البلاد وموظفون نزهاء .. فان معركة البلاد مع “الهمال” وأبناء “الهمال” وحتى أحفادهم محسومة , لكن الصراع معهم واجب حتى و ان بدا انهم قد ربحوا معكرة.. لكنهم لم يربحوا قط معركة في التاريخ…. ولأن الجممهورية الثانية هي نتاج ما خاضته أجيال من نضال وبناء وتشييد ، هؤلاء “الهمال” هم الخطر الاول على أي تحول ديمقراطي في البلاد ..هؤلاء هم الثورة المضادة الحقة… وتبقى الأغلبية في اختلافاتها، مقلعة الى الأمام.