تشترط مؤسسة التلفزة التونسية لانتداب خريجي معهد الملتيميديا بمنوبة في بعض الاختصاصات السمعية البصرية حاملي الشهائد الجامعية قبل 2009 على غرار مناظرة 2014، وذلك بسبب تعارض فصول النظام الأساسي الصادر في 1974 ومقتضيات تصنيفه المهني مع منظومة «أمد» النافذة المفعول منذ سنوات …
ويكمن الاشكال الأعمق في ان المشروع المقترح لتنقيح النظام الأساسي للتلفزة التونسية من قبل الطرف النقابي منذ سنة 2012 يتجاهل هذه الإشكالية رغم معارضتها للدستور، مع العلم أن القانون الصادر بالرائد الرسمي حول آثار الشهائد الجامعية يفرض تنزيل آثارها في الانظمة الأساسية الجديدة الصادرة بعد اقرار منظومة أمد.
وفي نفس السياق نشير الى أن المشروع المقترح لتنقيح النظام الأساسي للتلفزة التونسية من قبل الطرف النقابي يرفض تصنيف بعض المهن التلفزية وتحيينها مثلما تفرضه منظومة امد كما ان نفس المشروع لا يحتوى تحديد مهام تلفزية ورتب جديدة لاختصاصات وشعب تدرس بمعهد الملتيميديا و تنتهي بشهادات جامعية على غرار اختصاص الصوت.
ونشير الى أن النظام الأساسي للتلفزة التونسية لا يحتوي إداريا ووظيفيا على اي رتبة تحمل اختصاص مهني للصوت مثل مهندس صوت او ملتقط صوت وان ما نشاهده في جينيركات الحصص التلفزية من تسميات مهنية لا يعدو ان يكون عرفا جاريا به العمل و لا يستند للنص القانوني المؤطر للتلفزة التونسية بما ان الاعوان التقنيين يحملون رتبة فني او تقني او مهندس دون اي تصنيف مهني مرتبط بتحديد المهام ويمكن للادارة تبعا لذلك نقلة اي تقني من اختصاص فيديو الى الصوت او العكس دون اشكال بسبب هذا الامر .. علما ان الادارة رفضت إدراج مقترح التحيين الصادر عن نقابة المصورين بسبب الخوف من مواجهة بقية الأصناف والقطاعات في صورة الموافقة على الامر وتنزيل تبعاته وهي اعادة تصنيف بعض الأسلاك المهنية مثل التصوير والاخراج.
اشكال كبير تغض مؤسسة التلفزة التونسية النظر عنه، فكيف يمكن لهذا المرفق العمومي ان يتجاهل مئات الطلبة الذي تخرجوا من معهد الملتيميديا منذ سنة 2009، ولا يحق لهم الالتحاق بهذه المؤسسة نظرا لرفض المؤسسة تنقيح قانون عمره اليوم 42 سنة، فمتى تغادر هذه المؤسسة جلبابها القديم في عهد تقدمت فيه الصورة والتكنولوجيا وباتت السلاح الأبرز في المنافسة عالميا؟ ..
سناء الماجري
المصدر: الجمهورية