شاه الاعلامية مبروكة خذير (دوتشي فيله) : قرقنة ليست وكرا للارهاب والسلفيين.. وسياسة الدولة الخاطئة تسببت في خروج “بتروفاك”

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / الاعلامية مبروكة خذير (دوتشي فيله) : قرقنة ليست وكرا للارهاب والسلفيين.. وسياسة الدولة الخاطئة تسببت في خروج “بتروفاك” / Video Streaming

 

تتعدد القراءات في خضم ما يعرف بازمة “بتروفاك قرقنة”.. وفي هذا الصدد كتبت مراسلة قناة “دوتشي فيله” عربية بتونس واصيلة جزيرة قرقنة مبروكة خذير هذه التدوينة بصفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”:

“ارى واقرأ واتابع كل ما يقال عن جزيرة قرقنة التي يتحدث البعض عنها على انها أصبحت مربض السلفيين ويسميها اخرون إمارة السلفيين
جزيرة قرقنة التي ينظر البعض اليها اليوم على انها موطىء قدم السلفيين الذين ضغطوا على شركة بتروفاك لتغادر البلاد ليست كذلك بالمرة لمن لا يعرفها. 
ترعرعت في تلك الربوع وفيها جذوري وهي مسقط راس عائلتي التي تقطن فيها الى اليوم،اعود اليها عشرات المرات في السنة ولم أر في حياتي قط ما تتحدثون عنه من سلفية وتطرف وقيادات دينية متشددة تقود الاحتجاجات…
حسب تقييمي وتجربتي وانتمائي لتلك الجزيرة الحالمة الجميلة ، خروج الشركات البترولية من الجزيرة او مغادرتها البلاد التونسية ليس السبب فيه ما يدعيه البعض من اننا دعاة خراب.
خروج بتروفاك في رايي نابع عن أزمة دولة لم تحسن التعامل جيدا مع المستثمرين الأجانب دولة راكمت مرابيحها من هذه الاستثمارات الأجنبية و لم تستغلها في النهوض بوضع الجزيرة و سكانها الذين يعيشون من ما يجود به عليهم البحر.
بحرنا يا سادتي اصبح ملوثا بنفايات الشركات البترولية التي ترمي فيه نفاياتها حتى ماتت حيتانه وانقرضت ثرواته .
بحرنا اصبح عاقرا على ان يجود لسكان الجزيرة بما يمكن ان يؤمنوا به عيشهم وعيش اطفالهم .
في اكثر من مرة كنّا نستفيق على كارثة بيئية اضرت بمصدر عيش سكان الجزيرة.
خروج بتروفاك من قرقنة ليس السبب فيه انتفاضة أهالي الجهة و الادعاء بالعجز عن تأطير الاحتجاجات . من انتفضوا هم فقط من ذاقوا ذرعا بالتهميش في دولة عجزت على تأمين العيش الكريم لشعبها.
خروج بتروفاك حسب اعتقادي من احد اهم اسبابه فساد المنظومة الاقتصادية في تونس. منظومة عجزت على ان تستوعب مطالب أهالي الجهة لتمنحنهم نصيبا ولو قليلا من عائدات النفط في الجهة.
خروج بتروفاك نابع عن سياسة الدولة الخاطئة حين منحت بعض شباب الجهة رواتب شهرية وهم قابعون في ديارهم دون ان تفكر في بديل أنجع مثل الاستثمار في مشاريع ذات مردودية مستدامة قادرة على التشغيل .
منحوا بعض المتخرجين حلولا ترقيعية كان يؤمنوا لهم رواتب شهرية (450 دينار) شهريا دون ان يفكروا ماذا سيفعل ذلك الشباب العاطل بعد ان ينتهي الاتفاق بالعمل بهذه المنحة الشهرية.
لم اشاهد قط في جزيرتي المنفتحة على كل بلدان العالم ملتحيا او شابا يلبس قميصا او متطرفا.
صحيح انه ثمة عدد قليل من شبان بعض المناطق ممن يدينون بالولاء لحزب التحرير او غيره من احزاب اليمين واليسار ولكن السلفيين عدد قليل لا يكاد يُرى لا وزن له حتى نقول انهم يؤثرون في شباب الجهة ويحركونهم.
قرقنة معقل النضال النقابي ،أمضت صائفة هادئة دون اعوان الامن وغياب الامن غير نابع عن سلفيين يتحكمون في مجريات الأحداث وإنما هم شباب يطالبون كغيرهم بالتشغيل و التنمية .
و حتى أكون صريحة وموضوعية ايضا ثمة بعض من تجار المخدرات (الزطلة) ممن من مصلحتهم ان تكون الجزيرة خالية من الامن.
ولكن كفى تحاملا من البعض عن غير دراسة بالوضع او ربما لغاية في النفس. ليست جزيرة قرقنة وكرا للارهاب ولا هي مربض للسلفيين كما يدّعي البعض.
تعالوا وشاهدوا فقط وعيشوا معنا حفلات الزواج وأفراحنا ومنها ستدركون مدى انفتاح أهالي الجهة وعقليات شبابها المعتدل عقلية لا اثر فيها لفكر متطرف او عقيدة متدينة حد التطرّف
اظن ان حصر مشكلة بتروفاك والاحتجاجات في قرقنة في مدى تأثير السلفية في الجهة هو وسيلة تضليل وابتعاد بالقضية عن أصل الداء فيها ومن يريد ان يطلق احكاما فليثبت هذه الفرضية بالنزول الى قرقنة وليعمل على إنجاز تحقيق استقصائي ليثبت لنا ان السلفية عششت في ربوعنا حتى أصبحنا كما يريد البعض ان ينظر لنا “إمارة سلفية”” …

المصدر: الجمهورية