علاوة على القيمة المعنوية الكبيرة للتتويج الحاصل للترجي الرياضي بكأس تونس لكرة القدم والذي مثّل أفضل تمهيد للموسم الجديد للمجموعة كما أنه قطع سلسلة الجفاء مع الالقاب والتي دامت موسمين، فان الظفر بالأميرة أعاد مساء السبت الفارط الاعتبار الكروي لشيخ الأندية التونسية بمزجه بين النتيجة والاقناع الذي بلغ أحيانا درجة الانتشاء الكروي لأنصار الفريق في مواجهة الجار..
ومع ذلك، فان انتظارات الجماهير تبدو كبيرة للغاية وتتجاوز مجرّد اللقب المحلي لأن هنالك مسعى حقيقي للعودة الى الواجهة اقليميا وقاريا عبر مسابقتي دوري أبطال العرب وكذلك رابطة أبطال افريقيا انطلاقا من النسختين القادمتين، وهذا هو االهدف الذي تخطّط له ادارة الترجي برئاسة حمدي المدب بعد الاقدام على تعزيزات من الوزن الثقيل ومنحها الثقة مجدّدا لعمار السويح رغم نتاج الموسم المتوسط اجمالا في العام الفارط..
مثل تلك الروح الانتصارية للاعبي الفريق ومردودهم المميّز الذي غاب منذ سنوات بمثل هذه الشاكلة يرى الملاحظون أنه انذار وارسالية مضمونة الوصول للبقية اقليميا وقاريا بأن الترجي عائد قريبا اثر هبوط اضطراري رافقه منذ سنوات..
في مقابل كل هذه العلامات الايجابية والتي من الضروري أن نعرّج خلالها على مردود كبير للخنيسي والشعلالي وبن شريفية..ودخول ممن الباب الكبير للبدري وبلقروي وساسي، في مقابل ذلك فلا بدّ من الاشارة الى وجود تحليلات عقلانية دعت الى عدم الافراط في الثقة ومواصلة الاصلاح بهدوء حتى يعود الفريق الى عنفوانه ويستعيد خارطة الطريق نحو الألقاب..وألا تكون مجرد ثلاثة لقاءات (رغم قيمة ليتوال والملعب القابسي والافريقي طبعا) دليلا لدى البعض للجزم بأن الترجي تعافى تماما وتجاوز الجميع..فالدرب مازال طويلا للغاية ويتطلب الكثير من الاجتهاد بعيدا عن التحاليل والقراءات العاطفية..
المصدر: الجمهورية