شاه تظاهرة صفاقس عاصمة للثّقافة العربيّة: خــلافــات .. اتهــامـات.. وســـوء تقدير افشلت الحلم

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / تظاهرة صفاقس عاصمة للثّقافة العربيّة: خــلافــات .. اتهــامـات.. وســـوء تقدير افشلت الحلم / Video Streaming

رغم المحاولات المبذولة لترميم ما فسد فانّ البداية المتعثّرة لتظاهرة صفاقس عاصمة للثّقافة العربية 2016 افشلت هذا العرس وادخلت المثقّفين في دوامة الخلافات والاتهامات وغابت الثقة وبالتالي خاب أمل أهالي صفاقس.
انّ المشكل الأساسي في عدم الرقي بهذا الحدث الى المستوى المأمول هو تركيبة الهيئة في حدّ ذاتها والتي بنيت على اختيارات غير موضوعيّة تورط فيها وزراء الثقافة ومستشاروهم الذين كان بامكانهم اللجوء الى اللعبة الديمقراطية وترك اختيار ممثلي صفاقس من مشمولات مثقفيها.
هذا الاقصاء لبعض الأسماء جعلها تشنّ حربا شعواد فاستفحل الصراع بين من هم في الدّاخل الذين يقولون ان ما حقّقوه هو افضل ما يكون ومن هم في الخارج الذين يقولون «آه لو كان بيدي القرار لجعلناها تظاهرة القرن».
هكذا اذن افتقدت الظاهرة السند المركزي وأصبح وزير الثقافة غير متحمّس للمساعدة والتدخّل خاصّة بعد الذي حدث خلال زيارته الى صفاقس.
الى هذا نضيف محدوديّة امكانات بعض الأعضاء في الهيئة من ذلك ما حصل من سوء تقدير لأهمّ مشروع وهو المكتبة الرّقمية التي كانت حلما لكلّ المثقّفين الا آن الفنيين الذين قيموا الكلفة الجملية لهذا المشروع كانت امكاناتهم محدودة، فهل يعقل ان مشروعا يتطلب تحقيقه 19 ألف دينار يوضع له تصور بـ9،5 مليار؟ ان نسبة الخطأ تكون في حدود 15 أو 10 ٪ وليس في حدود 50 ٪ … هذا فعلا مدعاة للسخرية ويستوجب العقاب المادي والمعنوي (عدم خلاص مكتب الدراسات ومقاضاته ان لزم الأمر)..
انّ صفاقس التي حلمت بان تشهد نقلة نوعية بفضل صفاقس عاصمة للثّقافة العربية يبدو انها لن تعيش ذلك اليوم وان مآل هذه المشاريع سيكون مثل المشاريع التي سبقتها (تبرورة.. المترو.. المحولات) والمتهم الرئيسي في النهاية هم ابناء صفاقس انفسهم.

الحبيب العونلي

المصدر: الجمهورية