شاه المنصف بن مراد يوجّه 3 رسائل عاجلة بالضوء الأحمر إلى الباجي ويوسف وحافظ

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / المنصف بن مراد يوجّه 3 رسائل عاجلة بالضوء الأحمر إلى الباجي ويوسف وحافظ / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز - عاجل": بقلم الإعلامي: المنصف بن مراد - كتبت الكثير من المقالات للتنديد بمخاطر الإعلام المنبطح ولكن لم يستمع نظام بن علي لنصائحي، وفي الماضي ايضا حذرت من سرقات العائلة الحاكمة عندما حاولت الاستحواذ على شركة «ايسيزي» للطاهر العتروس فكان أن وقع سحب ذلك العدد من جريدة أخبار الجمهورية من الأكشاك، كما دافعت عن مؤسّسة بوعبدلي التعليميّة ولكن النظام لم يستمع لكلامي كما انّه رفض إيلاء أهمّية لكلّ مواقفي المحذّرة من أزمة منتظرة.

واليوم أندّد بالفكر المتحجّر للسيد رئيس الجمهورية الذي تحالف مع النهضة رغم كلّ الوعود التي أطلقها قبل الانتخابات وزيارته لضريح الحبيب بورقيبة لاقناع الناخبين بمساندته، اليوم ها انّي أندّد بسياسته الرامية للدّفاع عن مصالح ابنه حافظ واقتسام الغنيمة مع النهضة، وقد سبق لنا أن ذكّرنا في اجتماعات مديري أبرز المؤسّسات الاعلاميّة بمخاطر قد تسبّبها بعض خياراته ومن بينها مساندته لشقّ من نداء تونس يدعمه رجل أعمال فاسد، وعلاقات ابنه مع حركة النهضة، ولئن كان يستمع بكل اهتمام فانّ ذلك لم يمنعه من الاستمرار في رؤيته العائليّة الضيقة بما قد يساهم في انهيار الدولة التونسية بعد ان وقع اختراقها واركاعها وافلاسها من قبل حركة النّهضة وحزب منصف المرزوقي، وأمّا مصطفى بن جعفر فقد كان يحلم بالظفر بمنصب رئاسة الجمهورية بمساندة من حزب مونبليزير...

انّ الباجي ليس سقراط السياسة التونسية ولن يفهم تطلّعات النّخب والشعب التونسي عامّة والمتمثّلة في قضاء مستقلّ عن كل الأحزاب وقوى المال، واعلام حر، وحياد الدولة التام إزاء الأحزاب ومكافحة الفساد وبارونات التهريب، والحدّ من المحاصصة وتنمية الولايات التي وقع اقصاؤها، والضغط على التهاب الأسعار وتحييد الأمن عن كل التجاذبات الحزبيّة والتشغيل..

كانت هذه أحلام الشعب التونسي سنة 2011 ولكن لم ينجز منها شيء بسبب المحاصصة وضعف القيادة السياسية وكأنّ تونس كعكة يتقاسمها الحكّام.. وإنّي أنصح رئيس الجمهورية بالإصغاء لطلبات النخب والمثقّفين والتخلّي عن مساندة ابنه والاستئناس بآراء الإعلام الحرّّ.. كما عليه أن يهتمّ «بانفصال» جزيرة قرقنة عن الجمهورية التونسيّة وذلك بعد أن أصبح يتحكّم فيها حزب التحرير وبعض اليساريين وهي تكاد تكون خالية من الأمن وان كان الجيش فيها متمركزا لحماية بعض المؤسّسات الاقتصاديّة..

وعوض أن يتوجه الى نيويورك كان عليه أن يذهب إلى قرقنة وقفصة وتطاوين.

أمّا السيد رئيس الحكومة يوسف الشاهد فأقول له حذار من الغرور وحذار من حافظ قايد السبسي وحذار من تأثير رئاسة الجمهوريّة وأبرز الأحزاب.. على سبيل المثال كنّا متفائلين بشبابك لكن تعيين ولاة «حزبيين» أدخل في قولبنا الشكّ فقد كان واضحا أنّك باركت «مقترحات» النداء والنهضة وعينت من أرادا، وقد كانت هذه التعيينات كارثة سياسيّة لأنّ من وقع اختيارهم متحزّبون وبالتالي سيخدمون مصالح أحزابهم قبل خدمة الولايات التي يشرفون على شؤونها، علما انّ الانتخابات البلدية ستنظّم في غضون سنة..

لقد كانت فرصة تاريخية للقطع مع الماضي وتعيين عناصر من المجتمع المدني ومن النّخب غير المتحزّبة علي رأس الولايات لكنّك انصعت لإملاءات الأحزاب الحاكمة ولم تكن لك الجرأة الكافية لإثبات قوّة شخصيّتك والحدّ من النفوذ المدمّر للسبسي والغنوشي وحافظ قايد السبسي.

ثم ما معنى ان ترأس المكتب السياسي لنداء تونس باقتراح من حافظ قائد السبسي ومن معه وكأنّكم تخطّطون لتتحكّموا في حزب، ربما يرشّحك للانتخابات الرئاسية المقبلة.. فهل لك الوقت الكافي للاهتمام بحزب وبصفة موازية برئاسة الحكومة؟ انّ حشر نفسك في المشاكل الدّاخلية للنداء سيساهم في مزيد انقسام الحزب واضعافه وفي فقدانك لأيّ تأثير عليه لأنّك ستكون حتما طرفا في الصّراعات الدائرة، فهل انت لعبة بيد حافظ لأنّه ساهم في تعيينك؟

فحذار ممّن ينصحونك بقبول رئاسة حزب نداء تونس، فأنت لست دمية بأيدي الباجي أو حافظ أو صندوق النقد الدولي.. ولو استمررت في الخضوع لإرادة من يحكم النداء والنهضة فستفشل حتما وان كان لهذين الحزبين قسط وافر في تعيينك.. فإذا أردت ان تكون رجل دولة فاخضع لمصلحة تونس دون سواها..

انّ المرحلة الحالية بحاجة الى رجل قوي ولا الى «لولد عائلة متربّي»... أيّها القرّاء اسألوا حافظ قايد السبسي أنّه كان سببا في كوارث سياسية وفي كل الانشقاقات داخل حزب نداء تونس وهو المسؤول الأول عن اضعافه.. فما هي خبرته ومؤهّلاته حتى يصبح ابرز شخصيّة في نداء تونس، ورئيس الجمهورية ومؤسّس الحزب لا يحرك ساكنا؟

ثم ما هي علاقته مع بعض الأشخاص داخل نداء تونس والذين خطّطوا لتحالف استراتيجي مع حزب النهضة؟ اني لا أكنّ ايّ عداء لحزب السيد الغنوشي لكن اعتبر انه حزب عقائدي ليست له الكفاءة الضّرورية لقيادة البلاد كما انّ مشروعه هو «أسلمة» هذا الشعب وهو ما انفكّ يساند الأيمّة المتشدّدين ووزراء الشؤون الدّينية الذين عينهم وكلّهم من صقور التوجّه الاسلامي..

ثمّ استفسروا ابن مؤسّس النداء عن سبب زيارته لأوردوغان وعن علاقاته برجال أعمال جنوا ثروات طائلة من التجارة الموازية والتهريب بين تونس وليبيا وقد كانوا يخطّطون لتقسيم حزب نداء تونس لفائدة الحركات الدّينية التونسية والليبية وقد نجحوا في ذلك.

انّي أحترم السيد حافظ كانسان لكنّي اعتبره كارثة سياسية لا مكان له حتى في حزب من درجة رابعة.. انّ من أكبر معضلات هذه البلاد ان نجد في تونس اشخاصا ذوي نفوذ ليس لهم التكوين ولا الخبرة فتراهم يؤثرون على القرارات والتوازنات وتعيين الوزراء وكتاب الدولة والولاة والرّؤساء المديرين العامين والسفراء...

مسكينة تونس وهي تهرول نحو الهاوية بسبب طبقة سياسية أغلبها منشغلة بمصالحها قبل مصلحة تونس ورئيس الجمهورية شاهد على هذا الانهيار ومكتف بالصّمت.
في الختام انصح أصحاب القرار في البلاد بالاستفادة من الآراء التي تزعجهم وفي المقابل أحذّرهم من نصائح «بني وي وي»..

سيشهد التاريخ انّ النهضة وحلفاءها أركعوا الدولة التونسية وأفلسوها وسمحوا للعنف والارهاب والفاسد بالانتشار كما سيشهد التاريخ انّ في عهد النداء والباجي انهارت الدولة التونسية وعمّت الفوضي والمحسوبية وأصبحت تونس فريسة يتقاسمها كبار الأحزاب ويحكمها أيضا كبار البارونات!