شاه (تحليل “الاخبارية”) – حكومة الثلاث مغامرات.. و اسطورة الشتالي في الارجنتين..

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / (تحليل “الاخبارية”) – حكومة الثلاث مغامرات.. و اسطورة الشتالي في الارجنتين.. / Video Streaming

 تونس-الاخبارية-وطنية-سياسة-تحليل رياض بن عامر

 

الان و قد بدات الضجة تخفت من حول التشكيلة الحكومية التي اقترحها رئيس الوزراء المكلف يوسف الشاهد لنيل ثقة النواب يوم الجمعة المقبل..و بصرف النظر عن تواصل التجاذبات حولها و ان كان سيصمد ام سيجنح لتغييرها , يمكن استنتاج ثلاث ملاحظات هامة , خصوصا و ان ثلاثتها تحصل لاول مرة في تاريخ تونس السياسي بعد الاستقلال:

1- لاول مرة في تونس نجد اقصى اليسار يجلس جنبا الى جنب مع اقصى اليمين (بالتصنيف التقليدي لمفردة “الاقصى”) , حيث نرى صقران كان لا يمكن رؤيتهما الا في حلبة الشجار السياسي , و المقصود هنا عماد الحمامي كاحد اكثر قياديي “النهضة” حدة و جفافا ..و عبيد البريكي كاحد اشرس رموز حزب الوطنيين الديموقراطيين الموحد..و الذي كان -الى وقت قريب- يعتبر المشاركة في حكومة مع “النهضة” خيانة لا تغتفر! ثم اطياف ما بينهما توالف بين المخضرم بالمستجد , و تمسح اغلب الالوان السياسية في تونس.. بما قد يجعل من الامر مغامرة اذا حالفها النجاح فستكون سابقة في العالمين العربي و الاسلامي و سيذكرها المؤرخون لتونس..

2- لاول مرة في تاريخ حكومات ما بعد الاستقلال يجد ما يسمى ب”لوبي الساحل” نفسه في غير مكان الصدارة.. و يذهب البعض الى ان الامر لا يخلو ايضا من مغامرة “الشب عن الطوق” و تجريب الخروج عن “تابوهات” السياسة التقليدية.. و اذا ما حالفها النجاح ايضا , فانها ستمحي تقليدا دام ستة عقود , و ستسجل كنتيجة للجراة في عالم السياسة الذي لن يعود مرادفا لفن ادارة الممكن…

3- نسبة التشبيب الاعلى في كل الحكومات المتعاقبة على تونس خلال الجمهوريتين الاولى و الثانية .. و بقدر ما يمكن ايراد هذا العنصر في باب الايجابيات , فانه لا يخلو بدوره من المغامرة , خصوصا و ان البلاد تعيش وضعا استثنائيا و متازما على المستويين الاقتصادي و الاجتماعي بما يرى البعض انه يستلزم خبرة الشيوخ للانقاذ و ليس اندفاع الشباب.. الا ان التونسيين الذين يحتل الشباب لديهم مرتبة متقدمة في الشعار كما في الديموغرافيا , يتذكرون ايضا بكل فخر يوم تجرا مدرب المنتخب الوطني عبد المجيد الشتالي على الرمي بالحارس الشاب المختار النايلي في ملحمة الارجنتين سنة 1978 بديلا عن العملاق عتوقة.. فاحرز به اسطورة توارث الاجيال فخرها… و من ثمة , فانه يمكن اعتبار حكومة يوسف الشاهد المقترحة فريدة من نوعها في الجراة و المغامرة , و ذلك في انتظار مقبل الايام التي قد تجلب لها الاعجاب كما قد تحاصرها بالسخط للاساب سالفة الذكر ذاتها…