شاه (الجنرال محمد الناصر يكتب ل’الاخبارية’) : هكذا خرج الارهاب عن سيطرة الدولة..

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / (الجنرال محمد الناصر يكتب ل’الاخبارية’) : هكذا خرج الارهاب عن سيطرة الدولة.. / Video Streaming

 تونس-الاخبارية-وطنية-ارهاب-خاص بالاخبارية

يخص الجنرال المتقاعد محمد الناصر (اكبر مختص تونسي في مكافحة الارهاب) “الاخبارية” بتحاليله الامنية الثاقبة من واقع خبرته الميدانية التي استمرت عشرات السنوات على راس اهم الادارات الامنية قبل ان يحال على التقاعد في وزارة فرحات الراجحي.. و في ما يلي التحليل الجديد الخاص بتوغل الارهاب في تونس و خروجه عن سيطرة الدولة: “يبدو أن البعض من الأصدقاء والصديقات المتابعين لما أكتب جانبوا الصواب في فهم ما قصدته بقولي : ” ان الارهاب في تونس اصبح خارج سيطرة الدولة “…
فقد ذهب بعضهم وخصوصا بعضهن الى القول بانني اثبط واحبط عزائم الأمنيين والعسكريين في حربهم على الارهاب المتواصلة منذ اكثر من خمس سنوات وأنه كان علي أن اشد ازرهم واحفز هممهم لمواصلة حربهم المقدسة دفاعا عن تونس وشعبها حفاظا على مشروعها المجتمعي الذي جاءت به دولة الاستقلال…
للتوضيح ، ورفعا للالتباس أقول ان ما قصدته تلميحا بان ” الارهاب في تونس أصبح خارج السيطرة ” اعيده تصريحا ، اصرارا والحاحا ، بان الارهاب قد خرج فعلا عن سيطرة الدولة التونسية وأجهزتها التنفيذية من شرطة وحرس وجيش وقضاء…
فالحرب على الارهاب في تونس لم تعد مسالة امكانيات لوجستية واستراتيجيات أمنية وقضاء رادع ،،، ولم تعد كذلك مسالة مقاربات ومخططات وقيادات وخبرات ،،، كل ذلك متوفر او يمكن توفيره عند الاقتضاء…
الحرب على الارهاب ، حاضنا ومحضونا ، لم تعد مسالة امنية وقضائية فحسب كما يجب ان تكون،،،، بل اصبحت تخضع ضرورة الى ارادة سياسية محلية تحددها وتتحكم فيها مصالح واستراتيجيات أطراف اقليمية ودولية فاعلة في المشهد السياسي اليوم و تدعمها لوبيات ” مافيوزية ” ليس لها انتماء لهذا الوطن وأهله …
فمقاومة الارهاب لم تعد صراعا بين القوات الامنية والعسكرية من جهة ومجاميع الارهابيين من. جهة أخرى وهي حرب مقدسة واجبة على كل التونسيات والتونسيية بل اصبحت علاوة على ذلك حربا ضروسا بين مشروعين:
1) مشروع اسلاموي قروسطي حنبلي وهابي تدعمه قوى اقليمية ودولية هي ولية أمر الارهابيين تجندهم ، تمولهم وتسلحهم ثم تحركهم للتنفيذ في الزمان والمكان بما يخدم مصالحها العاجلة والاجلة بالاشتراك والتواطئ طبعا مع من تقاطعت معهم مصالحهم من السياسيين والوصوليين والانتهازيين…
2) مشروع وطني حداثي جاءت به دولة الاستقلال ….اصبح اليوم مهددا اكثر من اي وقت مضى ، والدفاع عن هذا المشروع ليس حكرا على القوات الامنية والعسكرية بل هو واجب الجميع لانقاذ تونس و” الوقوف لتونس ” قولا وفعلا قبل فوات الاوان..و حتى لا يندم التونسيون والتونسيات على ضياع وطن لم يحافظوا عليه ، حين لا ينفع الند”.

فالحرب على الارهاب اذا هي حرب شاملة على المشروع ككل ، فكرا وممارسة ،حاضن ومحضون وما بينهما من حواضن وهي مهمة تخرج بالضرورة عن سيطرة الدولة التونسية واجهزتها التنفيذية في الوقت الحاضر على الاقل وتجعل الارهاب خارج دائرة السيطرة ….الى أن يأتي ما يخالف ذلك…