شاه خاص- وزير الرياضة يتحدّث عن التشغيل والنفاق في السياسة..ويوجّه رسائل مشفرة الى الجريء والرياحي وبوصيان

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / خاص- وزير الرياضة يتحدّث عن التشغيل والنفاق في السياسة..ويوجّه رسائل مشفرة الى الجريء والرياحي وبوصيان / Video Streaming

ضيفنا اليوم في «أخبار الجمهورية» هو الأستاذ ماهر بن ضياء وزير الشّباب والرّياضة في حكومة الحبيب الصيد والذي يستعدّ حاليا لتسليم المشعل الى الوزيرة الجديدة ماجدولين الشارني (ان لم يسحب نوّاب الشعب البساط من تحت قدميها)، في هذه المساحة غصنا معه في عدة ملفات تخصّ الشأن الرياضي، فتكلّم الأستاذ ماهر بن ضياء كما لم يتحدث من قبل واظهر الكثير من الحسّ الوطني، بدليل انّ الرجل رغم الإعلان عن ماجدولين الشارني كخليفة له واصل عمله بكلّ عزم وحزم وهو ما ترجمه على أرض الواقع حين تحوّل يوم الأحد الفارط صباحا الى مطار تونس قرطاج الدولي لاستقبال بطلة المصارعة مروى العمري المتوّجة في أولمبياد البرزايل بالميدالية البرونزية في وزن 58 كلغ، ومساء تنقل الى تازركة لحضور دورة تونس في كرة القدم الشاطئية وعشية يوم أمس لحضور فعاليات الدورة العربية لكرة الطاولة في مدينة الحمامات
في هذا لحوار وجّه كذلك وزير الشباب والرياضة السابق رسائل مشفّرة لبعض الوجوه الرياضية، اما بقية التفاصيل فنترك لكم فرصة متابعتها في هذه المساحة..«توب» الى الحوار:

 سيدي الوزير لو تقيّم الفترة التي قضّيتها على رأس وزارة الشباب والرياضة؟

ـ نعم يجوز التقييم حاليا ونحن في آخر مرحلة من اشرافنا على وزارة الشباب والرّياضة، شخصيا أقول علنا وضميري مرتاح انّ هناك عمل ايجابي تمّ داخل الوزارة أتمنّى ان يتواصل مع خليفتي ماجدولين الشارني لما فيه من خير للرياضة التونسية. ولو أنّي كنت اودّ الاّ يكون التقييم بعد سنة فقط، لأنّي أؤمن في المجال الرياضي انّ التقييم الصّحيح يأتي بعد 4 مواسم في العمل في الوزارة والجامعات الرياضية واللجنة الأولمبيّة.

لو تحدّثنا عن الايجابيات التي لمّحت اليها؟

ـ لقد سجّل قطاع الرياضة التونسية تطوّرا ملحوظا خلال سنة 2016 على مستوى الهياكل الرياضية، حيث وفّقنا في النهوض بالرياضة النسائيّة والرياضات الفردية التي اعتبرها مستقبل تونس في هذا المجال، وتمكّنا من تحقيق جملة من الاصلاحات الكبرى سواء على المستوى الهيكلي والتشريعي او علي مستوى نشر تعاطي الرياضة و ترشيد التصرّف والتسيير بالجامعات الرياضية وهو ما تبرزه المؤشّرات التي تمّ ضبطها فيما يتعلّق بتطوّر عدد المجازين والمجازات وارتفاع نسبة الممارسين للرّياضة حسب الولايات بالإضافة الى نسب المنح المسندة بعنوان التسيير والتنمية والتكوين والرّسكلة لفائدة الجامعات الرياضية.

لو تحدّثنا عن الاصلاحات الهيكليّة والتشريعيّة؟

تمّ اصدار القانون عدد33 لسنة 2016 مؤرّخ في 19 أفريل 2016 المتعلّق بمراكز تكوين واعداد رياضيي النخبة (13 مركزا)، وكذلك صدور الأمر الحكومي عدد 369 لسنة 2016 المؤرّخ في 8 مارس 2016 المتعلق بضبط التنظيم الاداري والمالي لتعاونية الرياضيين وطرق تسييرها، وهو نصّ تطبيقي للقانون عدد 36 لسنة 2013 المؤرّخ في 21 سبتمبر 2013 المتعلق بإحداث تعاونية الرياضيين وهي شركة تعاونية ينخرط فيها وجوبا الرياضيون والمسيّرون والمدرّبون والحكام والرسميون والاداريون المضمونون اجتماعيا والحاملون لإجازة رياضيّة بالجامعات الرياضية، وسيمكن هذا النص هذه التعاونية من مباشرة مهامّها في أحسن الظروف خاصة انها تمثّل ضمانة فعليّة للرّياضيين بتحقيق فوائد عدّة لهم وللقطاع ككل لا سيما انّ التأمين ضدّ المرض والحوادث والإعاقات في المجال الرياضي يمثل عاملا هامّا للتحفيز على تطوير المردود وضمان التألق، هذا اضافة الي ما ستقدّمه هذه التعاونية من اعانات مادية وعينيّة لقدماء الرّياضيين المعوزين.
هذا دون نسيان تحويل مراكز اعداد النخبة الى مؤسسات عمومية بعدما صدر في الغرض قانون في أفريل 2016 يقضي بتحويلها الى مؤسّسات عمومية تكون لها الاستقلاليّة التامّة ماليا واداريا بعدما كانت تحت اشراف جامعات رياضية أغلقت سابقا عديد المراكز، فعلى سبيل المثل عندما مسكت بمقاليد الحكم في وزارة الشباب والرّياضة وجدت 5 مراكز من جملة 8 لإعداد النخبة في كرة القدم، واليوم لم يبق الاّ مركز وحيد مغلق وهو في بنقردان.
أما بقية المراكز فهي تشتغل حاليا في ظروف طيّبة واستقلاليّة ادارية ومالية تامّة.
في كلمة، قانون تغيير مراكز اعداد النخبة وتحويلها الى مؤسسات عمومية تخضع الى رقابة وزارة الشباب والرياضة من حيث الإدارة والتصرّف المالي والإداري هو قرار ثوري جاء ليقضي على مقترحات الجامعات الرياضية التي كانت تتحصل على أموال بغاية صرفها على الأصناف الشابة، لكنها لاتفعل ذلك وتوجّهها لمسائل أخرى.

وماذا عن قانون الهياكل الرّياضية؟

فعلا شرعنا بجدّية كبيرة في سنّ قانون الهياكل الرياضية وقد عقدنا ندوة مهمّة رغم معارضة جامعة كرة القدم وسعيها لإبقاء الوضع على ما هو عليه وقد كانت الغاية واضحة من وراء ذلك وهو لمواصلة سياسة التمعّش و«اللوبيات» التي تضرب كرة القدم التونسية، لذلك لابدّ من تواصل قانون الهياكل الرياضية لحماية كرتنا ورياضتنا من هذه المخاطر.
من جهتنا ارضينا ضمائرنا بخصوص هذا الملفّ على ان تبقى الكرة في شباك الوزيرة الجديدة لتواصل العمل على هذا الملفّ الهامّ.

ما دمت قد أشرت للوزيرة الجديدة، فما هي رسالتك لماجدولين الشارني ان وقع المصادقة عليها يوم الجمعة في مجلس نواب الشعب؟

ـأدعوها بكل لطف أن تواصل العمل مع الإصلاحات الجذرية التي جسدناها على ارض الواقع افضل من العودة الى النقطة الصفر واهدار الوقت.
lلنفتح ملف خيبة الرياضة التونسية في «ريو» البرزايل 2016 ، فماذا تقول في هذا الشأن؟
ـ النتائج كانت دون الإنتظارات رغم وجود بعض المفاجآت السارة من مواهب بامكانها في قادم الأيام تشريف الرياضة التونسية، ومع ذلك اقولها علنا، سنحاسب كل رئيس جامعة وكل مدير فنّي على عمله، فلا مجال ان يبقى ايّ مدير فني في منصبه وهو من أتى «خروقات» في حق الرياضة التونسية أو أمدّنا بأسماء لرياضيين شاركوا في «ريو» البرازيل على أمل ان يحتلّ أحدهم احد المراكز العشرة الأولى، لكن ذلك لم يحصل، ما قلناه ينطبق ايضا على حبيبة الغريبي وأسامة الملولي، وهنا اقول كان على المدير الفنّي لكلاهما ان يعترف انّهما غير جاهزين بالشكل المطلوب لهذه المسابقة الأولمبية أفضل من حصد نتائج هزيلة .. أقول ذلك غيرة منّي على الرياضة التونسية ومع كامل احترامي لتاريخ كل من اسامة الملولي وحبيبة الغريبي.

lصراحة من يتحمّل مسؤولية هذا الفشل الذّريع؟

ـ المسؤولية يتحمّلها بالأساس الجامعات الرّياضية والمديرون الفنّيون واللجنة الوطنيّة الأولمبية لأنّهم من أعدّوا البرامج واختاروا قائمة الرياضيين الذين شاركوا في «ريو» البرازيل، وتأتي مسؤولية وزارة الرياضة في المقام الأخير رغم اننا وفرنا كل شروط وممهدات في اولبياد البرازيل.
حضور والدة اسامة الملّولي ضمن الوفد الرسمي أثار الكثير من الجدل، لماذا؟

ـ أولا والدة أسامة الملولي لم تسافر ضمن الوفد الرسمي مع ابنها، بل سافرت على حسابها الخاص بعدما تحصلت على موافقة اللجنة الاولمبية. شخصيا اعترف اني كنت ضد نزول السيدة خديجة الملولي الي الميدان ضمن الوفد الرسمي.

لماذا تجاهلت اللجنة الوطنية الأولمبية الرمز محمد القمودي قبل ان تتدخّل لإنصافه؟

ـ من غير المنطق ان نتنكّر اليوم للبطل الأولمبي محمد القمودي، بل على العكس تماما فهذا الرجل يجب ان يبقى دائما معزّزا مكرّما نظيرما قدّمه للرّاية الوطنية، لذلك عندما اعلمني أحدهم انّ القمودي يشعر بالمرارة اتصلت به مباشرة فوجدت هذا البطل يريد الحضور في أولمبياد البرازيل لذلك تدخلت له مع اللجنة الوطنية وسافر على حسابها بتدخل شخصي منّي.

يتردّد في الشارع انّ هناك بعض الأطراف زرعت طريقك بالأشواك حتى لا تبقى في منصبك وزيرا للشّباب والرياضة؟

ـ اليوم الأحزاب السياسية هي من تصنع نظام الحكم، وبالمناسبة اعترف بفضل حزب الاتحاد الوطني الحرّ تجاه شخصي المتواضع لأنه لولا هذا الحزب لما تواجدت في وزارة الشباب والرياضة.
لكن هذا لا يمنعني القول انّ مصلحة الأحزاب اصبحت قبل مصلحة الوطن وانا كذّبت هذه القاعدة والتزمت الحياد كرجل دولة وفضلت مصلحة الوطن قبل الحزب الذي كنت انتمي اليه.

لنسمّي الأشياء بأسمائها، يقال انه سليم الرياحي هو من حاربك في الكواليس السياسية حتى لا تبقى وزيرا؟

ـ اسمح لي بفتح قوس، فعندما تمّ تنصيبي في 6 فيفري 2015 وزيرا للشباب والرياضة وجهت لي انت سي الصحبي رسالة عبر صحيفة اخبار الجمهورية قلت لي من خلالها:«اخلع جلباب سليم الرياحي» (هذا المقال مازلت احتفظ به) وبالفعل خلعت «جلباب» سليم الرياحي كرئيس لحزبي الاتحاد الوطني الحر وقتها وكرئيس لجمعية رياضية كبيرة وتعاملت بنفس المسافة مع جميع النوادي والهياكل الرّياضية لإيماني ان مصلحة الوطن أعلى من الجميع.
في السياق ذاته اعود لأقول بخصوص سؤالك، فعلا لقد بلغني انّ سليم الرياحي عارض فكرة بقائي وزيرا في وزارة الشباب والرّياضة، لكن يكفيني شرفا انّ نزعت جلبابه لأنني أحبّ وطني وعملت لصالح الدولة قبل الأشخاص والحزب الذي كنت انتمي اليه..
في كلمة، ضميري مرتاح حتى وان كان سليم الرياحي أهانني ونعتني بالفاشل وفعل مايحلو له تجاهي، فبالنسبة لي التاريخ سيذكر انني كنت رجل دولة ولست رجل حزب وهذا ما جعلني اكسب محبة الناس واحافظ على كرامتي وانام مرتاح الضمير.

صراحة ماذا بينك ووبين سليم الرياحي بالتحديد؟

سليم الرياحي لم يطلب مني كوزير طلبات مجحفة، بل كلّ ما في الأمر انه كرئيس ناد كان يرى ان المكتب الجامعي لكرة القدم في نسخته الفارطة يجب ان يقع حلّه اعتمادا على الأحكام التي كانت بين يديه والفصل 21، وهي احكام يبقى تنفيذها من مشمولات وزارة العدل وليس وزارة الشباب والرياضة، لكن سليم الرياحي شنّ تجاهي الحرب لأني رفضت تقمّص دور وزارة العدل والسيد وكيل الجمهورية بخصوص تنفيذ أحكام تأجيل الجلسة العامة التي عقدت في 18 مارس 2015.

أي النقاط السوداء التي بقيت عالقة بذهنك عند مرورك بوزارة الشباب والرياضة؟

ـ مازلت أتألم لمعضلة التشغيل، وهنا يجب التوضيح ان التشغيل هو سياسة الدولة واعتمادات ترصد من وزارة المالية، وليعلم اساتذة الرياضة انّ هناك خطط عمل لكن يبقى الاشكال في عجز الوزارة على تسديد اجورهم. فاتفاقية 6 أفريل التي امضيت مع وزارة التربية كلفت وزارة الشباب والرياضة 60 مليارا، وهو مبلغ كان يسمح بتشغيل الأستاذة.
للأسف ملف التشغيل بقي نقطة سوداء في قلبي رغم اني سأغادر الوزارة وانا مرتاح الضمير والأهم من كل ذلك اني سأغادرها ويداي نظيفتان لأعود الى عائلتي التي ضحّت معي كثيرا ولسلك المحاماة التذي اعشقه الى حدّ النخاع..

نفهم انك ستعتزل العمل السياسي؟

لا أبدا سأواصل العمل في في المجال السياسي حبا مني لخدمة بلادي في شتى المواقع وليس من اجل المناصب.

الرشوة في كرة القدم التونسية؟

ـ مرض متفشّي في كرتنا، لكن دلائل الإدانة تبقى غائبة

رأيك في هؤلاء؟

ـ الحبيب الصيد:
رجل وطني وحازم في عمله.
ـ سليم الرياحي: عليه بمراجعة حساباته.
ـ محرز بوصيان: شخصية قوية، يلام عليه انه متسلّط نوعا ما ويظن أنه وحده من يمتلك الحقيقة.
ـ وديع الجريء: عنيد وتوّهم اني تواطأت ضده مع رئيس اللجنة الأولمبية وهي تهمة من وحي خياله.
ـ ماهر بن ضياء: متخلق وطيّب زيادة على اللزوم، لكني قررت مستبقلا ترك الطيبة والاخلاق داخل منزلي قبل الخروج للعمل، حيث يعترضك النفاق والانتهازية والتملّق.
ـ فوزي البنزرتي: مدرب له تاريخه الحافل بالنّجاحات، لكنه اضرّ بنفسه نتيجة انفعالاته مثلما حصل مؤخّرا في أولمبي سوسة عند مواجهة الترجي في ربع نهائي الكأس.

حاوره: الصحبي بكار

المصدر: الجمهورية