شاه خبراء يطلقون صيحات فزع: هذا ما سيحدث في تونس مع أول ضربة ضد داعش ليبيا

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / خبراء يطلقون صيحات فزع: هذا ما سيحدث في تونس مع أول ضربة ضد داعش ليبيا / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز - عاجل": أصبح من المؤكد أن التدخل العسكري في ليبيا لضرب معاقل تنظيم داعش بات وشيكا، ذلك بعد صدور توجيهات لمستشاري التحالف الدولي في مجال الأمن القومي بضرورة الإسراع في التصدي لمحاولات تنظيم «داعش» للتوسع في ليبيا بالأخص عقب هجماته الشرسة على حقول النفط في المنطقة.
ومع ظهور بوادر توجّه هذه الدول التي تفكّر في التدخّل العسكري في ليبيا بغاية تضييق الخناق على هذا التنظيم الارهابي الذي بات يجاري بسرعة الأحداث المتوالية ويسعى للحضور في منطقة الهلال النفطي، تتزايد المخاوف في تونس من خطورة تداعيات هذا التدخّل العسكري عليها وذلك على جميع الأصعدة سواء كانت أمنية أو اجتماعية أو اقتصادية وهو ما عكسته الزيارة الميدانية التفقدية الأخيرة التي أداها وزير الدفاع فرحات الحرشاني إلى المنطقة الحدودية التي حفر بها الساتر الترابي، وذلك بمناسبة انتهاء أشغاله حيث خمّن ملاحظون أن تكون هذه الزيارة في إطار بداية تأهب واستنفار الحكومة التونسية مما قد يحدث في ليبيا رغم أن الحرشاني كان نفى على هامش تلك الزيارة، إمكانية استغلال أراضي تونس للتدخل في ليبيا عسكرياً، قائلا «المجال الجوي أو البري لتونس، لن يتم استغلالهما، في صورة أي تدخل عسكري في ليبيا».
من جانبه نبّه رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، الدول التي تفكر في التدخل العسكري في ليبيا إلى «ضرورة مراعاة مصالح تونس»، وقال «عليها أن تتشاور معنا في هذا الخصوص». كما توجّه السبسي في كلمة ألقاها أمام رؤساء البعثات الدبلوماسية برسالة إلى الدول الصديقة التي تفكر في التدخل في ليبيا، قال فيها: «لا تفكروا في مصالحكم فقط ، فكروا في مصالح الدول المجاورة لليبيا وفي مقدمتها تونس».
وأمام المخاوف المتصاعدة لدى عموم التونسيين من انعكاسات التدخل الأجنبي العسكري على ليبيا، والذي لا مفرّ منه خاصة أمام تمدّد خطر داعش الذي يهدّد هو الآخر أمن وسلامة التراب التونسي، كان لصحيفة "أخبار الجمهورية" اتصال ببعض الخبراء لاستقراء مواقفهم وتحاليلهم لما سيحصل في ليبيا وانعكاساته على المشهد التونسي فكان التالي..
علي الزرمديني: «صورة تونس ستكون في الميزان أمام مجتمع دولي يطالب ولا يمنح»..
البداية كانت مع الخبير الاستراتيجي والأمني العميد السابق علي الزرمديني الذي أكّد أنّ تونس وباعتبار موضعها الجغرافي وارتباط أهاليها اجتماعيا بليبيا ستكون من أكثر الدول المتأثرة بالواقع الليبي سواء في حالات الحرب أو السلم، مشيرا إلى انّ هذا الكلام مدرج في تاريخ الدولتين الشقيقتين خاصة خلال فترة الاستعمار وما بعدها..
وأضاف الزرمديني قائلا انّ كل انعكاسات الحرب في ليبيا سيكون لها تداعيات خطيرة على الجانب التونسي، من ذلك التداعيات الاقتصادية على اعتبار وجود جالية تونسية لا بأس بها داخل ليبيا، ستجبر على العودة إلى تونس رغم أن الظروف لم تتهيّأ لهم بعد..
ناهيك عن الجانبين الاقتصادي والاجتماعي اللذين يتمثلان في عدم تمكّن تونس من حضن موجة النزوح الكبيرة التي ستتالى أثناء التدخل العسكري مثلما فعلت مع لاجئي 2011. مضيفا أنّ هذا سيكون له كذلك تداعيات على تونس على الصعيد العالمي، حيث أنّ صورتها ستكون في الميزان أمام مجتمع دولي يطالب ولا يعطي وفق تعبيره.
وفي حديثه عن تداعيات التدخل الأجنبي في ليبيا على الصعيد الأمني لتونس، قال الخبير الاستراتيجي علي الزرمديني، انّ كل الخطر يتمثّل في التوجّس من عودة قيادات إرهابية تحتضنها ليبيا من كلّ الفصائل من بينها قيادات وعناصر إرهابية تونسية لها ارتباطات داخلية بالخلايا النائمة في البلاد والعناصر الميدانية المتحركة، والتي ستعمل وبكل الطرق بعد عودتها إلى تونس إلى التواصل معهم.
هذا ولم يخف الزرمديني توجّسه وخشيته من تسلل بعض الإرهابيين بين صفوف اللاجئين إلى تونس، قائلا في هذا الصدد : «نعلم جيدا انّ مع كل حركة نزوح، هنالك تسلل إرهابي على شاكلة ما حصل أثناء دخول اللاجئين السوريين إلى أوروبا حيث استعانوا باللباس الإفرنجي حتّى تبعد عنهم كل شبهة إرهاب أو تطرّف..»
وفي ذات مداخلته بسط محدّثنا فرضيتين يمكن لهما أن تحدثا أثناء الحرب في ليبيا، الأولى تتمثل في محاولة الجماعات الإرهابية استغلال ما سيحدث لخلق نوع من الفوضى داخل تونس والتسرب إليها.
امّا الفرضية الثانية فتتمثّل في تعمد تلك العناصر الإرهابية الموجودة خاصة في غرب ليبيا، إلى القيام بعمليات كرّ وفرّ لها طابع هجومي قد تستهدف الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود وذلك قصد مراوغتها لترك فراغات ميدانية بحكم التعزيزات التي قد تصل إلى الوحدات حتّى تستطيع العناصر الإرهابية بذلك من فتح مجالات التسلّل بشكل أو بآخر نحو بلادنا..
عبد اللطيف الحناشي:5 تداعيات وخيمة
أما أستاذ التاريخ المعاصر والمحلّل السياسي عبد اللطيف الحناشي، فقد شدّد في مداخلته على أن تداعيات ما يجري في ليبيا على تونس منذ انطلاق الأحداث إلى الآن متعدد ومتنوّع الأشكال، معتقدا أنه سيكون جسيما وضخما ما بعد التدخل سواء كانت تونس طرفا في تلك العملية، بأي شكل من الأشكال، أو لم تكن طرفا باعتبار العوامل الجغرافية أولا ولطبيعة وأهداف الجماعات السلفية المقاتلة ثانيا ولوجود عدد هام جدا من التونسيين المقاتلين على الأراضي الليبية ثالثا...
أما في ما يخصّ التداعيات في حال حصول تدخل عسكري غربي فقد اعتبر الحناشي بأنها ستكون متعددة ومتنوعة:
أولا: احتمال عودة ما تبقى من التونسيين،وهم بمئات الآلاف، في الأراضي الليبية وخاصة من المناطق التي تجري على أرضها المعارك وهو ما يضاعف الأزمة الاجتماعية وعدد العاطلين عن العمل في تونس.. ثانيا: إمكانية لجوء آلاف الليبيين إلى تونس هربا من عمليات القصف ومن انتقام المجموعات التكفيرية المقاتلة وهو ما قد يضاعف من تعقيد الأوضاع الاقتصادية والأمنية، إذ تصعب عملية فرز هؤلاء وأهداف لجوئهم.
وأشار الاستاذ عبد اللطيف إلى أنّ هذا اللجوء البشري الكثيف سيؤثر سلبا على صندوق الدعم (التعويض)، وخاصة في ما يتعلق بالمواد الغذائية وبالمحروقات التي تكلف 70 بالمائة من مصاريف صندوق الدعم.
كما سيؤدي إلى تضاعف الطلب على السكن وبالتالي يساعد على ارتفاع تكاليف الإيجار وأسعار العقارات عامة.
أمّا النقطة الثالثة في ما يتعلّق بتداعيات ما قد يحصل في تونس جراء التدخل الأجنبي في ليبيا فتتمثّل وفق الحناشي، في إمكانية «هروب»أو «لجوء»مئات من المقاتلين التكفيريين التونسيين أو الأجانب من ساحات القتال بعد اشتداد القصف والضغط عليهم إلى مناطق الجنوب التونسي.
وقد يشكل هؤلاء خطرا حقيقيا على البلاد حتى وان استسلموا للسلطات التونسية..
ورابعا: قد تتخذ قيادات هذه المجموعات قرارا بالزحف على تونس بعد اشتداد القصف والضغط عليها إما لتحويلها كقاعدة لانطلاق عملياتها إلى الداخل الليبي أو الداخل التونسي سواء لاستهداف تونس أو استهداف بعض المؤسسات الأجنبية ذات العلاقة بالحلف المعادي لتلك المجموعات..
خامسا: استغلال المهربين للفوضى والانفلات الأمني الواسع التي ستتولد عن الحرب لمضاعفة عمليات تهريب المحروقات والسلع المختلفة والأسلحة نتيجة للانفلات الأوضاع الأمنية العامة في ليبيا.
علية العلاني: خطر تسرب الإرهابيين والسلاح قائم !
من ناحيته، قال الخبير الأمني عليّة العلاني إنّ التدخل الأجنبي العسكري في ليبيا آت لا محالة، متوقع أن يكون خلال الربيع القادم.
وأشار العلاني خلال استضافته ببرنامج اكسبرسو أنّ حكومة فايز السراج الجديدة التي من المنتظر المصادقة عليها خلال الأيام القليلة الماضية، هي من ستطلب هذا التدخل الخارجي للقضاء على تنظيم داعش، متوقعا مشاركة كل من فرنسا وايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة في هذا التدخل.
وبخصوص الانعكاسات الأمنية على تونس جرّاء العملية العسكرية المحتملة، أكّد وجود إمكانية كبيرة لتدفق الإرهابيين ضمن اللاجئين الهاربين من القصف، محذرا أيضا من خطر تسريب أسلحة للبلاد.
وعن الانعكاسات الاقتصادية، قال إنّ الطلب على المواد المدعمة سيتنامى وهو ما سيتسبب في ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم.
ودعا علية العلاني في ختام حديثه الوحدات الأمنية للاستعداد على أكمل وجه لتكثيف مراقبة الحدود، مستبعدا مشاركة تونس في أي تدخل عسكري محتمل.
مختار بن نصر: ضربة ستكون لها تداعيات وخيمة
بدوره حذّر العميد السابق في الجيش الوطني ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل مختار بن نصر من تداعيات أي تدخل عسكري في ليبيا على تونس واستغلال بعض العناصر الإرهابية أو الخلايا النائمة في الجبال هشاشة الوضع مما يساعدها على القيام بعمليات إرهابية مفاجئة».
وبين بن نصر أن كلّ المؤشرات تدلّ على أن الضربة الأجنبية العسكرية ضدّ ليبيا وشيكة ويمكن أن تتم خلال الأسابيع القادمة نظرا للتصريحات التي تصب في هذا الشأن.
واعتبر أن هذه الضربة سوف تكون لها تداعيات وخيمة على تونس، لعلّ من بينها إمكانية اندساس العناصر الإرهابية بين اللاجئين الليبيين الذي سيتوافدون بأعداد كبيرة تقدر بعشرات الآلاف إلى تونس، ومن بينهم من يحمل معه السلاح..
وقال العميد إنّ تأهب وحداتنا الأمنية والعسكرية واستعدادهم لمجابهة المخاطر القادمة، والذي تجلّى في تكثيف الدوريات المشتركة والتنسيق بين مختلف الوحدات، والعمليات البيضاء في المستشفيات المتمركزة في مناطق الجنوب التونسي تدخل في إطار التأهب والاستعداد تحسبا لأي طارئ له صلة بما قد يحدث في ليبيا، إلا انّه يتوجّب على كل الأطراف المزيد من الفطنة والحذر وتكاتف الجهود..